هم العالم

we are the world 25 او نحن العالم 25، هي اغنية جمعت عددا كبيرا من فناني الغرب، هدفها هو جمع التبرعات من اجل هاييتي.

عندما شاهدت هذا الفيديو للمرة الاولى، شعرت بقدر كبير جدا من كراهية الذات، ليست ذاتي الشخصية بالطبع -فانا اتمتع بقدر لا باس به من النرجسية- و لكن ذاتي المصرية و انتمائي للعالم العربي. فها هم الفنانين الامريكان يجمعون التبرعات بالمليارات من اجل كارثة هايتي ، انطلاقا من شعورهم بالمسئولية المجتمعية تجاه العالم كله و ليس بلدهم و حسب.

ما جعلني اكره انتمائي هو مقارنة ما قام به النجوم الامريكان تجاه كارثة لم تحدث في بلادهم، بما قام به النجوم المصريين عندما حدثت كارثة السيول في اسوان و سيناء، التي هي من اهم المناطق السياحية التي يفتخر بها كل مصري. مقارنة حجم التبرعات التي جمعها تي باين و بلاك ايد بيز و كانيه وست الذين نعتبر اغانيهم هابطة و اسفاف فني، بالتبرعات التي لم يجمعها خالد سليم و حمادة هلال و مصطفى قمر، نجومنا الذين نعتز بهم و نعتبرهم احسن فناني الكون.


لم تكن هذا فقط هو سبب كراهيتي لذاتي، السبب الاخر هو رد فعل الحكومات العربية تجاه كارث هاييتي، و التي كانت مسرحا لاعنف زلزال عرفه العالم في التاريخ الحديث. حيث لم تقم الحكومات العربية باي رد فعل على الاطلاق. لا تبرعات مادية و لا معنوية و لا ارسال متطوعين للمساهمة في تخفيف الام الاف المصابين و الجرحى و المشردين


تجاهلت الحكومات العربية تماما هذه الكارثة و كان لم تكن، في حين تدفقت التبرعات من جميع انحاء العالم، سواء كانت الدول المرسلة غنية ام فقيرة. حتى اسرائيل قامت بارسال بعثة من الشباب المتطوعين للمساهمة في اعادة الاعمار.


عند النظر الى هذا الفيديو و حجم التبرعات التي ادى الى جمعها، و مقارنته بما فعله الفنانون المصرين تجاه ما حدث في اسوان ، او رد فعل الحكومات العربية تجاه كارثة هاييتي و تجاهلها تماما لدورها الانساني على المسرح الدولي. كلها اشياء جعلتني احتقر انتمائي للعالم العربي و اتمنى لو ولدت امريكيا.


هذا التجاهل هو ما جعل الغرب يتناسى وجود العالم العربي تماما، و اعطاه الشجاعة الكافية لاطلاق اسم (نحن العالم) على اغنيتهم التي لم يشارك فيها اي فنان عربي او حتى من اصل عربي.