القهوة


اهلا بيك ف القهوة. ادخل متتكسفش، دي القعدة لسة هتبتدي و المشاريب ببلاش. في القهوة هتسمع كل حاجة، راجل عجوز بيكلم في السياسة ، او شاب صغير بيتكلم في الرياضة. هتلاقي عيل صغير بيكلم اصحابه عن اخر فيديو جيم، و هتلاقي واحدة بتكلم صاحبتها عن البلوزة اللي اشترتها امبارح. ايوة، هتلاقي بنات في القهوة. المكان راقي بالرغم من اسمه، و مناسب لجميع الاعمار و الاجناس. القهوة على طول مفتوحة، عمرك م هتيجي و نقوللك لا. مش عاوزينك تقلق، دايما هتلاقي مكان. عاوزينك بس ترتاح في الكرسي و تطلب زي ما انت عاوز. في القهوة كل الناس اصحاب، محدش بيحرج حد حتى لو اعترض على وجهة نظره. انا عارف انك لسة جديد، و انا مش اقدم منك ولا حاجة، صدقني هتحب الجو، في القهوة كله صاحب مكان. ادخل متتكسفش، دي القعدة هتحلو و المشاريب على طول ببلاش
.

Sunday, April 18, 2010

في القطار


كانت المرة الاولى التي اسافر فيها بالقطار وحدي. عادة ما افضل السفر بالحافلة عندما اكون وحيدا، لكن في هذا اليوم قررت التغيير بلا سبب واضح.
في القطار جلست في مقعدي و اخرجت الكتاب الذي قررت قراءته لتزجية الوقت، عادة ما اقرا الكتب الانجليزية لمجرد التظاهر بالثقافة من مبدا " ابتعدواعني ايها الجهلة فانا اقرا لانجليزية" لذا لم يكن من المنطقي ان اختار كتابا انجليزيا لمجرد الاستمتاع، لكن عنوان "لماذا يقع الرجال في حب العاهرات" هو عنوان جدير بجذب الانتباه.
استغرقني الكتاب فلم اشعر ان المقعد بجواري لم يعد خاليا الا بعد ما يقرب من منتصف المسافة. كنت قد تعبت من القراءة، لذا قررت ان ارتاح قليلا، و لمفاجاتي وجدتها بجواري.
فتاة لا يمكن الا ان تكون في العشرينات من عمرها. اختارت المقعد المجاور لي دونا عن بقية المقاعد الخالية في عربة القطار. لابد انها اعجبت بي حتى تختار الجلوس بجواري بدلا من هذه السيدة العجوز في الامام. كلا......لابد وانها قررت الالتزام ةبالرقم المدون في التذكرة وليكن ما يكون.
كانت تحدق في اللا مكان. هل تنظر الى المستقبل؟ ام هي تسترجع ذكريات الماضي؟ ربما تفكر في الانتحار....او حتى تحاول ان تقرر ماذا ستتناول على العشاء.
ادركت انني اطلت النظر لذا عدت لكتابي، لكني لم استظع التركيز. بعد عشر صفحات من المحاولة قررت ترك الكتاب و مشاهدة المناظر الطبيعية من النافذة. رايتها في الزجاج تنظر لي......تجاهلتها.....اطالت النظر.
ترى ما اسمها؟....لا تبدو مثل داليا او ميار.......ربما اية؟....لا ..لابد ان اسمها فريدة!
هل هي طالبة؟ هل تعمل؟ لم استطع الاستنتاج.
ترى هل هي مسافرة ام عائدة؟ ماذا يدور براسها؟.......لماذا تحدق في هكذا؟ انها تثير ارتباكي.......هل ستمد الى جسور التواصل؟ ربما تفكر في قتلي او سرقة امتعتي
لا..... لا يدو عليها الاجرام. ماذا لو كانت تفكر مثلي؟ ماذا لو كانت تحاول ان تقرا ما يدور براسي؟
كلا.....لابد ان لها ابا مريضا، لابد انها تفكر في اباها المريض
البيت.....الطبيب.....المستشفى......غرفة العمليات......المشرحة.......مراسم الجنازة و الدفن......ثم القطار مرة اخرى
نعم هذا صحيح، لابد انها تفكر في حالها بعد وفاة والدها، لابد ان هذا هو سبب صمتها.
لكني اكره ان اتخيلها ترتدي السواد، اللون الاسود لن يبدو جيدا عليها. لابد ان هذه النظرية خاطئة.
اذا هي طالبة جامعية في طريقها الى المنزل بعد يوم طويل في الكلية. اعرف الكثيرين من الناس يدرسون في مدن غير التي يعيشون فيها. ربما هي عائدة من امتحان؟
لابد انه كان صعبا هذا الامتحان. ربما لم تكن مستعدة جيدا و لم تستطع الحل، اذا هذا هو سبب صمتها، تتوقع الفشل و تتمنى النجاح. اراهن انها تخاطب اللله سرا الان. يارب ساعدني، لم اكن اتوقع ان يكون الامتحان بهذه الصعوبة.
لا يصح ان اقاطع اتصالها بالله، اذا فلاغلق عيناي و استسلم للنعاس قليلا ريثما يصل القطار الى وجهته.
استيقظت على صوت المذيع الداخلي للمحطة معلنا وصول القطار الى الرصيف، لم اجدها بجواري.
ترى هل اسرعت الى الباب؟ هل كانت متعجلة للخروج من سجن القطار الى حرية المحطة؟
ام لم تكن موجودة اصلا؟ هل كانت من نسج خيالي؟
لن اعرف ابدا

No comments:

Post a Comment