القهوة


اهلا بيك ف القهوة. ادخل متتكسفش، دي القعدة لسة هتبتدي و المشاريب ببلاش. في القهوة هتسمع كل حاجة، راجل عجوز بيكلم في السياسة ، او شاب صغير بيتكلم في الرياضة. هتلاقي عيل صغير بيكلم اصحابه عن اخر فيديو جيم، و هتلاقي واحدة بتكلم صاحبتها عن البلوزة اللي اشترتها امبارح. ايوة، هتلاقي بنات في القهوة. المكان راقي بالرغم من اسمه، و مناسب لجميع الاعمار و الاجناس. القهوة على طول مفتوحة، عمرك م هتيجي و نقوللك لا. مش عاوزينك تقلق، دايما هتلاقي مكان. عاوزينك بس ترتاح في الكرسي و تطلب زي ما انت عاوز. في القهوة كل الناس اصحاب، محدش بيحرج حد حتى لو اعترض على وجهة نظره. انا عارف انك لسة جديد، و انا مش اقدم منك ولا حاجة، صدقني هتحب الجو، في القهوة كله صاحب مكان. ادخل متتكسفش، دي القعدة هتحلو و المشاريب على طول ببلاش
.

Wednesday, February 24, 2010

شعور بالوحدة

كانت تجلس وحيدة.......القاعة تملؤها الطاولات التي يتناثر عليها أشخاص عديدين أنا منهم.
لم تكن وحدتها هي ما أثار انتباهي و قد جلس الكثيرون وحدهم إلى طاولاتهم. لكن نظرة عينيها و اختلاجة فمها، حركة أصابعها اللا إرادية و تفقدها لهاتفها المحمول عدة مرات في الدقيقة الواحدة. كلها أشياء جذبت انتباهي.
لم يكن من عادتي التحديق، إلا أنني لم استطع أبعاد نظري عنها. هل ترونها معي؟ شعرها الأسود الذي يحد وجهها بهدوء، عيناها السوداوتين الحالمتين ووجهها الأبيض النقي، ملابسها التي توحي بالرقي و حسن الذوق. كانت لوحة متكاملة للجمال و الحب............ و الوحدة، كانت امرأة مميزة.

تكرر هذا المشهد كثيرا على مدار شهر كامل كنت أراها فيه يوميا. تجلس إلى نفس الطاولة و تتناول نفس فنجان القهوة السادة. نفس الترقب، نفس الانفعالات.
أخيرا، قررت أن أتحدث معها و اعرف قصتها. نهضت من مقعدي و اتجهت إليها. لم ادر ماذا افعل أو كيف أبدا حديثي. تزايد توتري و تسارعت ضربات قلبي كما لو كنت مقبل على مخاطرة غير محسوبة العواقب. و صلت إلى حيث تجلس، و بدون أن اشعر تجاوزتها و تابعت المشي في طريقي إلى الخروج. نعم، خانتني شجاعتي في اللحظة الأخيرة. وقفت قبل خروجي لإلقاء نظرة أخيرة عليها قبل أن أغادر بلا عودة، ولمفاجأتي وجدتها تبادلني النظر.

للمرة الأولى تلاقت عينانا، للمرة الأولى بعد شهر كامل من تحديقي فيها. رأيت في عينيها حزن و الم شديدين، إلا أنني رأيت بعض الأمل و الرغبة في الخلاص كذلك، لذا قررت العودة. قررت أن اجلس بجانبها، أن أتحدث معها، أن أقرا أفكارها و أن المس روحها. في عقلي رايتها متسمة و قد عمتها الفرحة لعثورها على شخص تتحدث معه أخيرا. لكن و أنا موشك على العودة إليها وجدتها تغادر. إنها تنهض و تلقي إلي بنظرة قصيرة قبل أن تستدير و تغادر المكان من باب آخر. و بينما هي تبتعد و تتوارى وسط زحام الشارع، كانت أحاسيسي قد تغيرت. الآن أصبحت اشعر.......بالوحدة.

1 comment:

The Confused said...

جميله جدا وفكرتها حلوه
بس انت قلتها قبل كده يا رحيم ف الصالون ؟؟

Post a Comment